الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال يفتتح المؤتمر التأسيسي الأول للنقابة
.
عقدت نقابة المهن المالية والمحاسبية، أمس في فندق الشام، مؤتمرها الأول تحت شعار “لنعمل على تطبيق استراتيجيات اقتصادية واجتماعية وعلمية لخدمة التنمية والصمود”.
وافتتح المؤتمر الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال الذي نقل تحيات السيد الرئيس بشار الأسد وتمنياته بنجاح المؤتمر.
وأكد أن التاريخ سيسجّل أن الرئيس الأسد هو المناضل العالمي الأول في معركة الإنسانية للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وأضاف: تؤكّد التجربة العالمية أنه في أحوال الحرب تتوقّف الحياة الطبيعية، باعتبار أن الأوضاع الاستثنائية تتطلّب التركيز على أمور الحرب ومتطلباتها، لكن الشعب العربي السوري، في هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخه، برهن على تميّزه وتقدّمه، من خلال الارتقاء بالنظام السياسي والقانوني إلى مرحلة أكثر تطوّراً، عبر الفعاليات الشعبية والاتحادات والنقابات المهنية التي تعقد مؤتمراتها بمواعيدها للحفاظ على استمرار وتيرة العمل، والحفاظ على استمرارية الحياة الطبيعية قدر الإمكان، باعتبار هذا الأمر من أهم أركان مواجهة العدوان والحرب، وهذا الفهم أضاف لتجربة الشعوب بُعداً جديداً لاشك أنه سيكون واحداً من دروس الحرب على سورية، وهي دروس كثيرة في عددها، وعميقة في مضامينها.
وأضاف الأمين القطري المساعد: إن تأسيس النقابة يعدّ إضافة أخرى إلى مسيرة التنظيم المهني والشعبي، أي أنه تطوير لمفاعيل الحياة، وليس مجرد استمرار لوتيرتها، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، خاصة أنه يعقد في لحظة تاريخية حسّاسة يظهر فيها التكامل بين المهني والوطني وبين المطلبي والنضالي، لافتاً إلى فضل سورية في العصر الحديث، فشعبها كان الأول في المنطقة في وضع دستور دولة ديمقراطية عام (1919)، والأول في طرد الاستعمار التقليدي ونيل الاستقلال، وسيكون الأول في توجيه ضربة موجعة للاستعمار الجديد ومفاعيله الإرهابية والتكفيرية.
وأكد الرفيق الهلال أن الأهمية الإضافية للمؤتمر تأتي كونه مؤتمراً تأسيسياً لنقابة جديدة، مايضع على عاتق أعضائها مسؤولية إضافية، إلى جانب اهتماماتهم المهنية والنضالية، وهي تأسيس نقابة في مرحلة الحرب والمواجهة، أي في مرحلة تتطلب حشد جميع الجهود الشعبية لتحقيق النصر، مشدداً على أن قطاع عمل النقابة يتحمّل مسؤولية خاصة تمّ التعبير عنها في شعار المؤتمر، والذي يظهر فيه الجمع بين الصمود والتنمية، أي بين الانتصار على الإرهاب من جهة، وإعادة الإعمار من جهة ثانية.
وأضاف الرفيق الهلال: إن الوعي التكاملي الذي يتميّز به شعبنا استنبطه من تجربة تاريخية فذّة تتميّز عن غيرها في العطاء لا في الأخذ، في الدفاع عن الاستقلال لا الركون إلى التبعية التي قد تبدو مريحة لكنها في الحقيقة قاتلة، وهذا هو الوعي الذي أكد عليه حزب البعث العربي الاشتراكي وكل القوى والأحزاب الوطنية والقومية والتقدّمية في بلدنا، وبين أبناء الأمة العربية الشرفاء، وهو وعي يمثّل ركناً أساسياً في ثقافة الحياة لدى السوريين، وسيكون حاضراً في مؤتمركم، يدعم حواركم ونقاشاتكم، ويعزّز توجهكم الأكيد نحو خير الوطن عبر تطوير مهنتكم وعصرنة مضامينها وفق متطلبات العلم الحديث.
من جانبه، رأى وزير المالية، الدكتور مأمون حمدان، أن مهنة المحاسبة من المهن المرموقة عبر التاريخ، وإذا تمّ النظر إليها على أنها إثبات الأحداث الاقتصادية، فهي بدأت منذ بداية الكتابة، ويحق لنا في سورية أن نفتخر بالأبجدية الأوغاريتية السورية، التي استعملت حوالي 1500 قبل الميلاد، واكتشفت على ألواح من الطين تبيّن أنها كانت إثباتاً لعلاقات اقتصادية، ما يعني أن المحاسبة والإثبات المحاسبي بدأ من بلادنا وانتشر في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن مهنة المحاسبة هي من المهن الراقية، وأضاف: إن سورية قطعت أشواطاً هامة في المحاسبة، حيث تعدّ من الدول التي تطبّق معايير المحاسبة الدولية في جميع الشركات المساهمة، وكذلك معايير التدقيق الدولية، مع أن هناك العديد من دول العالم حتى اليوم لا تطبق معايير المحاسبة الدولية في جميع الشركات المساهمة، كما أن النظام الأساسي المحاسبي الذي يطبق في جميع شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي بات منسجماً مع معايير المحاسبة الدولية، ما يعني أن سورية قطعت أشواطاً بعيدة جداً في تطوير المحاسبة بالمقارنة حتى مع الدول المجاورة، كما وسبقنا المنطقة العربية في تطبيقنا لمعايير المحاسبة الدولية وهذا تشهده القوانين والأنظمة، وأصبح لدينا العديد من شركات ومكاتب المحاسبة والتدقيق، والجامعات السورية تخرج سنوياً عدداً كبيراً من الذين يحملون الإجازة في الاقتصاد من تخصصات المحاسبة وغيرها وكذلك المعاهد التقنية.
وأضاف حمدان: إن لهذه النقابة دوراً رائداً وهاماً في تطوير المهن المالية والمحاسبية وتطبيق المعايير الدولية، من أجل تزويد صانع القرار الاقتصادي والاجتماعي بالبيانات والمعلومات اللازمة لتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي، ودورها في تنظيم هذه المهنة وتطويرها وتحقيق مصالح أعضائها على الصعيد المهني والاجتماعي والاقتصادي، وشدد على أننا لن نتوقّف عن بناء أنفسنا، وتطوير المهن التي نراها ضرورية في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية، وتابع: يجب ألا ننسى الدور الحاسم للمحاسبة والمحاسب للوصول إلى القياس السليم للفعاليات الاقتصادية، والوصول إلى نتائج الأعمال بدقة، والتي يجب أن تكون الأساس لتطبيق النظام الضريبي، وبالتالي تحقيق عدالة الضريبة من جهة، ورفد خزينة الدولة بالواردات الضريبية من جهة أخرى.
من جانبه أكد نقيب المهن المالية والمحاسبية زهير تيناوي انتهاء مؤتمرات فروع النقابة في المحافظات بنتائج باهرة، وأضاف: قمنا بالإعداد لهذا المؤتمر ضمن المهلة المحددة وبدعم ومتابعة حثيثة من قيادة الحزب، وأكد أن ما يميّز هذه المحطة الديمقراطية من الناحية الموضوعية هو تزامنها مع استحقاقات سياسية واقتصادية نوعية بدأتها الحكومة الجديدة ستضع سورية أمام تحديات من نوع جديد تتطلب فهماً مختلفاً للعلاقة بين مكوّنات الدولة وباتجاه إرساء أسس لعلاقة تكاملية بين هذه المكوّنات، تفرضها طبيعة التحديات وبشكل يوفر مزيداً من التوافق على الثوابت الوطنية، ويوفّر الديناميكية المطلوبة للتعاطي مع المتغيّرات الإقليمية الأكثر مساساً بمصالح سورية.
ولفت عبد الرزاق الصوفي، من الرعيل الأول لمؤسسي العلوم التجارية في سورية، والمحاسب القانوني، إلى أن تأسيس العلوم التجارية في سورية يرجع لأربعينيات القرن الماضي، وبعد متابعة حثيثة تمّ تأسيس جمعية المحاسبين القانونيين عام 1953، ولتتكلل تلك الجهود في نهاية المطاف بإصدار السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 30 لعام 2014، منوّهاً إلى أن هذه الخطوة المفصلية بكل معنى للكلمة ستحمل المحاسبين في عموم سورية أعباء ومسؤوليات جسام لرفع مستوى الأداء في المهنة والتعاون اللازم مع جمعيتهم الوليدة، نظراً للحساسية والأهمية الكبيرتين للعمل المحاسبي الذي يعد صمام الأمان لاقتصادنا الوطني، مطالباً المحاسب القانوني بتحمّل الأمانة الأكبر المؤتمن عليها وهي المال العام بشقيه الحكومي والخاص.
وناقش أعضاء المؤتمر التقارير السياسية والتنظيمية والمالية التابعة للنقابة، وخطة عملها في المرحلة المقبلة.
حضر المؤتمر عدد من أعضاء القيادة القطرية للحزب ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور أديب ميالة ومحافظ ريف دمشق علاء ابراهيم ونقيب المهندسين الزراعيين ورئيس اتحاد الكتاب العرب وأمناء فروع دمشق وريفها والقنيطرة لحزب البعث وعدد من رؤساء الجامعات ومديري البنوك والأعضاء المنتسبين.