السيدة أسماء الأسد يجب ألا يكون هدفنا العودة كما كنا بل كيف نواكب العالم … المستثمرون بدؤوا بحجز المشروعات في برنامج «تكوين» … حلبي لـ«الوطن» تنافس بين رجال الأعمال على مشروعات الشباب
.
السيدة أسماء الأسد: يجب ألا يكون هدفنا العودة كما كنا بل كيف نواكب العالم … المستثمرون بدؤوا بحجز المشروعات في برنامج «تكوين» … حلبي لـ«الوطن»: تنافس بين رجال الأعمال على مشروعات الشباب
تحظى المشروعات الصغيرة باهتمام كبير ونحن على أعتاب مرحلة إعادة الإعمار والبناء، وخاصة تلك المشروعات القائمة على أفكار خلّاقة، ومتميزة، من خلال مسايرتها للتطور التقني والمعلوماتي الحاصل في العالم، ما يعني خلق مواءمة بين متطلبات الإعمار والتنمية الشاملة في سورية، وبين الاقتصاد القائم على المعرفة، حيث يتقدم رأس المال الفكري على النقدي، ولقد شهدنا خطوة فعلية في هذا الطريق أمس الأول مع اختتام فعاليات برنامج «تكوين» لريادة الأعمال الذي أطلقه بنك البركة- سورية، متوجهاً إلى الشباب السوريين لتحويل أفكارهم الخلاقة إلى مشروعات اقتصادية، تنسجم مع متطلبات التنمية، وهذا ما عبّرت عنه السيدة أسماء الأسد خلال تصريح إعلامي على هامش الفعالية قالت فيه: «قبل الحرب كان هناك اعتقاد سائد عند الناس بأن الاقتصاد قائم على المشروعات الكبيرة كالمعامل الضخمة والمنشآت السياحية الكبيرة الأمر الذي جعل الاهتمام والدعم يتركز في هذه المشروعات وعندما جاءت الحرب واستهدفونا اقتصاديا بالسياسة عبر العقوبات وبالإرهاب من خلال تدمير المنشآت والمعامل، ما حمل الاقتصاد أو حمل جزءا كبيرا هي المشروعات الصغيرة والمتوسطة فنحن بحاجة إلى أن ندعمها استراتيجياً بمعزل عن الحرب لأنها أثبتت أنها قادرة على صد الكثير من الأزمات».
ووجهت السيدة أسماء الأسد رسالة للشباب السوري مفادها: «أقول للشباب السوري إن واحدا من أكثر الأشياء التي حاول أعداؤنا أن يركزوا عليها خلال سنوات الحرب كلها هي أن نفقد التصميم والأمل لكي نصل إلى مرحلة اليأس وفشلوا والبلد يصعد تدريجيا من عنق الزجاجة، والشباب في أي مجتمع هم الدينامو والمحرك لهذا المجتمع وعندما يضعفون الوطن كله يضعف والحقيقة في سورية أن شبابنا لم يضعفوا بل على العكس تماما رأينا شبابا وصبايا حاملين الأمل والأمانة ونزلوا إلى الميدان ليقاتلوا من أجلنا جميعا، وفي نفس الوقت رأينا شبابا حملوا القلم حملوا المعرفة والعلم وأكملوا الطريق وبالتالي دور الشباب مصيري أساسي وحاسم في اللحظات التي نعيشها في سورية، وإذا لم يأخذ الشباب اليوم دفة المبادرة ونحن معهم فالتغيير والتطور الذي نطمح له لن نراه، لكن الشباب السوري أخذ المبادرة وأدى الأمانة بالكامل لأن سورية الأمانة، نحن نحميها بالسلاح وبالقلم وبالمعرفة وبالعلم، نحميها بالتنمية، لكن قبل كل ذلك نحميها بالانتماء الوطني والمحبة».
وأضافت السيدة أسماء: «إن التنمية يجب أن تبدأ من اليوم وهدفنا يجب ألا يكون العودة كما كنا من قبل بل على العكس كيف نواكب العالم الذي تطور كثيرا خلال السنوات الثماني»، مشيرة إلى أن الوقت مناسب للمشروعات التنموية.. «لماذا نؤجل للغد شيئاً يمكن أن نفعله، البرامج مثل برنامج تكوين غير قائمة فقط على الأموال، المشروعات الصغيرة بحاجة إلى تمويل لكنها بحاجة إلى بيئة داعمة أيضا، بحاجة إلى إرشاد وخبرات وتدريب وكل هذه الاحتياجات استطاع برنامج تكوين أن يؤمنها، نحن بحاجة إلى العديد من البرامج من هذا النوع وشبابنا بحاجة لها اليوم قبل الغد».
حجز المشروعات بدأ
كشف الرئيس التنفيذي لبنك البركة سورية محمد عبد اللـه حلبي لـ«الوطن» عن اهتمام العديد من رجال الأعمال بالمشروعات التي وصلت إلى المنافسة النهائية في برنامج «تكوين» وعددها 21 مشروعاً، خاصة بعد اختتام الفعالية التي أعلن فيها عن الفائزين الثلاثة الأوائل، إذ تلقى البنك عدداً من الطلبات والاتصالات من رجال أعمال لحجز مشروعاتهم هم مهتمون بالاستثمار فيها ونقلها إلى أرض الواقع، حتى أن هناك مشروعات محددة لاقت تنافساً بين رجال الأعمال في الطلب عليها، خاصةً وأن رجال الأعمال هم أكثر جهة قادرة على تحويل تلك الأفكار إلى مشروعات حقيقية من خلال دخولهم مشاركة مع أصحاب الفكر، لمعرفتهم الكبيرة والدقيقة بواقع السوق وظروف العرض والطلب وحاجاته وأساليب التفاوض مع الجمهور والتسعير، كل في مجال اهتمامه.
ونوّه حلبي بأن البرنامج معدّ بصورة رئيسة للشباب الواعد، من ذوي الأفكار الخلاقة، كاشفاً عن المفاجآت التي تلقاها الفريق القائم على البرنامج، في بداية الانطلاق، إذ تم تقديم 750 فكرة، بما يفوق الرقم المتوقع، ما وضع البنك أمام مسؤولية كبيرة للمضي قدماً والوصول بالأفكار إلى حيز التنفيذ ضمن المعايير العملية والعلمية، منوهاً بأن الأفكار المقدمة نابعة من حاجة السوق المحلية، علماً بأن بعضها موجود في أسواق خارجية، ومع ذلك دخلت المنافسة على أساس حاجة السوق المحلي إليها، إضافة إلى أفكار كثير خلّاقة وواعدة.
وأشار إلى أن البنك قد عرض على رجال الأعمال الذين يتعاملون معه أفكار المشروعات التي وصلت إلى المنافسة النهائية، وقد أعرب العديد منهم عن اهتمامهم بنسبة لا تقل عن 90 بالمئة من تلك المشروعات.
وتوجّه حلبي بالشكر للسيدة أسماء الأسد واهتمامها ودعمها الدائم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وريادة ورواد الأعمال، واصفاً حضورها فعاليات اختتام برنامج تكوين أمس الأول بأنه أعطى زخماً كبيراً للجميع، في برنامج تكوين، وللفعاليات الاقتصادية في السوق، وللشباب بأن هناك دعماً واهتماماً كبيراً في ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة وبالأفكار الخلاّقة، وهذا ليس جديد أبداً، بل لطالما كنت تلك المواضيع وكل ما يدعمها في صلب اهتمام السيدة الأولى.
أول مسرّع أعمال
من جانبه، كشف مدير برنامج «تكوين» لريادة الأعمال ونائب الرئيس التنفيذي لبنك البركة ناصر المولوي لـ«الوطن» أنه يتم العمل على إنجاز النسخة الثانية من البرنامج متوقعاً الإعلان عنها خلال فترة قريبة جداً، بحيث يتم العمل على الاستفادة من دروس النسخة الأولى، وخاصة في التعامل مع بعض الصعوبات والأخطاء التي رافقت سير البرنامج خلالها، إضافة لتضمين النسخة الثانية بجملة من الأفكار والطروحات الجديدة بما يعزز من قيمة المشروعات وقابليتها للتطبيق والتنفيذ.
وحول الأسس والمعايير التي تم اعتمادها لاختيار المشروعات المتنافسة، بين أنها استندت لأربعة معايير، أهمها مدى ملاءمة الفكرة للسوق المحلية وقابليتها للتنفيذ، بينما ركز المعيار الثاني على مدى الخبرة التي يمتلكها صاحب الفكرة وتمكنه من تنفيذها فنياً، والتعامل معها وإيصالها بطريقة مناسبة، في حين ركز المعيار الثالث على مدى استجابة صاحب الفكرة للتدريب الذي قدّمه البنك له خلال مجموعة من الدورات المختلفة في عالم الأعمال، بينما استند المعيار الرابع على مدى كفاءة الشخص ومهاراته بالحوار والإقناع بما يمكنه من تسويق مشروعه.
وعن حالة التفاعل لدى قطاع الأعمال مع المشروعات والأفكار التي عمل عليها «تكوين» في نسخته الأولى أوضح أن هناك بوادر مشجعة من قبل العديد من رجال الأعمال لتبني بعض المشروعات، إضافة أن بنك بركة سيعمل على تبني عدد من هذه الأفكار والمشروعات الريادية، وخاصة أنه قام بتأسيس أول مسرّع أعمال في سورية، يقوم بالمشاركة في أفكار المشروعات واحتضانها، وتوفير البيئة والظروف المناسبة لنقلها إلى أرض الواقع ودخولها عالم الأعمال.
وأكد المولوي أن حضور السيدة الأولى أسماء الأسد اختتام البرنامج أمس الأول قدّم حافزاً كبيراً للمشروع، وللشباب بعد لمس مدى الدعم على أعلى المستويات بالمشروعات الريادية في سورية، كما عبّر عن الاهتمام الواسع بدور الشباب والأفكار الإبداعية وأهمية المشروعات الصغيرة في الاقتصاد والتنمية خلال المرحلة الحالية.
طموحات قرب الحقيقة
همام التيناوي صاحب فكرة مشروع (X- Skin) الفائز الأول في برنامج «تكوين»، هو مهندس عمارة عمره 26 عاماً، قدم فكرة حول توظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجال الطبي، وتحديداً معالجة الكسور، من خلال طباعة جبائر، خفيفة الوزن، ومضادة للمياه، مع مواصفات أخرى تلبي حاجات السوق المحلي مثل هذا النوع من الجبائر غير الموجود في الشرق الأوسط، وذلك على حدّ تعبيره خلال حديثه لـ«الوطن»، مبيناً أن الفكرة ولدت من معاناة أحد المقربين منه، حيث تطلب هكذا نوع من الجبائر، غير المتوافرة إلا في البلدان المتقدمة.
وكشف التيناوي عن اهتمام العديد من رجال الأعمال بالمشروع، وتم تقديم العديد من العروض لاستثمار الفكرة، لكن موضوع توقيع العقود، يخضع لآلية واضحة ومحددة متفق عليها مع البنك (البركة)، وهذا ما يتم العمل عليه حالياً، منوهاً بأن برنامج «تكوين» نقل فكرة المشروع من الإطار النظري إلى الواقع، مع إمكانية دخول عالم الأعمال، عدا عن الخبرة التي حصل عليها المتنافسون خلال الدورات الاختصاصية التي خضعوا لها، متمنياً على الشباب السوري المشاركة وعرض أفكارهم الإبداعية فلا شيء يقف باتجاه تحقيق الطموح.
بدوره صرّح مدير التسويق والعلاقات العامة في مشروع غدي للإنتاج الفني للأطفال الفائز بالمرتبة الثانية أنس جناني لـ«الوطن» أن فريق المشروع يعمل على خطة عمل خلال عطلة الصيف القادمة لتعديل سلوك الأطفال ضمن الشريحة العمرية ما بين 5 و10 سنوات وذلك بالتنسيق والتعاون مع المراكز المهتمة بسلوك الأطفال، كما يعمل فريق المشروع على زيادة النشاط والتواصل مع قطاع الأعمال والتشبيك مع رجال الأعمال عبر بنك البركة لتنفيذ المشروع وتطبيقه بدايةً في الأسواق المحلية.
ولم يخف الجناني وجود بعض الصعوبات التي عاني منها فريق العمل مثل قلة الخبرة للتعامل مع تسويق المنتج والعمل على تقديمه، لكن جملة التدريبات والنشاط من قبل الفريق سمح بتجاوز الكثير من الصعوبات إضافة لامتلاك العديد من المهارات التقنية والتسويقية وغيرها.
وكشف عضو فريق مشروع منارتي الفائز بالمرتبة الثالثة في برنامج «تكوين» ملهم المالح لـ«الوطن» عن مبادرة إحدى دور النشر للتعرف أكثر على طبيعة المنتج الذي يقوم عليه المشروع وبحث إمكانية التعاون مع فريق المشروع حول تنفيذه، ولم يخف المالح حجم الصعوبات والمعوقات التي واجهت فكرة المشروع في بداياتها، وخاصة جانب التمويل، بينما يتم العمل حالياً على استثمار الكتلة المالية التي حصل عليها المشروع من الجائزة المقدمة له (مليوني ليرة سورية) للتوسع في المشروع والإنتاج وتسويق المنتج.
المصدر: الوطن