حديث الاربعاء الاقتصادي
الشركات الناشئة
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم (161)
(الشركات الناشئة)
من أجمل ما كتب وقيل حول الشركات الناشئة الجديدة والتي يقودها رواد اعمال متميزون يحملون صفات المجازفة والتفكير الإبداعي ومهارات الادارة إنها مؤسسات بشرية صُممت لصنع منتجات أو خدمات جديدة في ظل ظروف (شديدة الضبابية) فما معنى (ظروف الضبابية تلك) وما الذي يميزها بالتالي عن الشركات التقليدية.
إن أي شخص ينتج منتجاً جديداً أو شركة جديدة في ظل ظروف شديدة الضبابية يعتبر رائد أعمال سواء يعلم هذا أم لا وسواء كان يعمل في جهة حكومية أو شركة برأسمال مشترك أو مؤسسة غير هادفة للربح (كالغرف والاتحادات والجمعيات) أو شركة ربحية.
إن افتتاح شركة جديدة مستنسخة عن شركة موجودة بالفعل من حيث نشاطها وبيئتها وحتى أسعار منتجاتها أو خدماتها وزبائنها ربما يكون استثماراً اقتصادياً جاذباً وفي أحيان كثيرة مربحاً ولكنه لن يكون مستمراً ولن تعتبر تلك الشركة شركة ناشئة بالمفهوم الحديث المعتبر لأن نجاحها اعتمد فقط على التنفيذ للدرجة التي يمكن بها محاكاة الشركة الأخرى.
أما الشركات الناشئة فهي التي لا يمكن لها أن تتوقع ماذا سيحدث لها في المستقبل بدقة و قبول المخاطرة أو المجازفة هي التي تميز رائد الأعمال وغالباً ما تزداد الربحية مع المجازفة وبخاصة إذا كانت مدروسة .
والمخاطرة تتمثل في ظروف عدم التيقن المستقبلية شديدة التغيير والتعقيد ومن يقبل عبور غيوم الضباب الكثيف لا شك سيحمل صفة صاحب الشركة الناشئة وسيؤدي ابتكاره الريادي في المنتج أو الخدمة إلى خلق قيم مضافة أكبر بكثير من الشركات التقليدية غير المحفوفة بالمخاطر والمجازفة.
إنه النموذج الناجح عالمياً والأمثلة عديدة والقائمة تطول.
ما أحوج الاقتصاد السوري لهؤلاء المجازفين بأموالهم لانشاء شركات ناشئة مهما زادت سحب الضباب لأن في ذلك قدرة هائلة على التميز والابداع والابتكار والتجديد وبالتالي القيم المضافة العالية .
إنه نموذج الشركات الناشئة السورية والذي كان مستمراً منذ أوائل القرن العشرين والذي يجب أ، تتاح له جميع عوامل التشجيع والدعم ليبقى (جوهرة ) الاقتصاد السوري.
دمشق في 27/4/2022.
كتبه: د. عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية