الأداء الفعّال

(الأداء الفعّال)
حديث اربعاء اليوم حديث إداري يتعلق بالموارد البشرية أو إدارة الافراد كما كانت تسمى سابقاً وانعكاس ذلك على كفاءة أداء العمل وانتاجيته والذي سينعكس على مجمل الاقتصاد الوطني سواء الجزئي أو الكلي.
 هناك قاعدة إدارية مهمة جداً تقول إن مصفوفة الاداء الفعّال لأي شخص يعمل في مؤسسة أو شركة أو منظمة تعتمد على ركيزتين اساسيتين لابديل للواحدة منهما عن الاخرى وهاتان الركيزتان هما ( القدرة + الرغبة ) فالقدرة تتمثل في الخبرة والنشاط والعلم والمؤهل والمهارة والذكاء والمعرفة، أما الرغبة فترتبط بحماس الشخص للعمل في هذه المؤسسة أو الشركة من خلال توافر المزايا والحوافز المادية والمعنوية التي تؤمن له الحياة الكريمة اللائقة، وعندما تتوفر ( القدرة مع الرغبة ) ويكون أداء العمل فعّالاً ومتميزاً وناجحاً وذا قيمة مضافة أكبر من التي لاتتوفر فيها طرفي المعادلة معاً.
وجميع قصص نجاح المؤسسات والشركات التي اعتمدت على موردها البشري وكادرها الوظيفي استطاعت تأمين طرفي معادلة الاداء الفعّال اي ( القدرة مع الرغبة).
 إلى هنا الامر يبدو من ناحية منطقية وعملية متوازناً بعض الشيء إلا أن ماينقص هذه المعادلة هو طرف ثالث يرغب به بعض اصحاب الاعمال ويتجنبه آخرون أو لا يعطونه الأهمية الكبرى في بعض الاحيان، ألا وهو (الامانة واخلاقيات العمل)، فما نفع موظف يمتلك جميع المهارات والقدرات والخبرات والحماسة وهو لايتسم بالنزاهة والامانة، ومانفع  شخص يتسم بالامانة والاخلاص الكبيرين ولكنه لايتمتع بالمهارة والخبرة والذكاء والمطلوب لاداء العمل، 
إنها المعادلة الصعبة التي نص عليها القرآن الكريم في قوله تعالى:(إن خير من استأجرت القوي الأمين)   صدق الله العظيم.
الاستئجار هنا يمكن تشبيهه بعقد العمل في الوقت الحالي فالقوي هو الذي يتمتع بالخبرة والذكاء والصحة الجسدية والعقلية والتفكير الابداعي ( خارج الصندوق) بالاضافة للنشاط والمهارة والتميز، أما الامين فهذا الذي لايخاف صاحب العمل من خيانته ويأمنه على أمواله وسجلاته واعماله دون خوف من تسريب المعلومات أو بيعها أو التصرف فيها بغير حق أو لمصلحة خاصة.
ومحصلة الحديث أن مصفوفة الاداء الفعّال التي يجب ان يجتهد اصحاب الاعمال للوصول إليها من موظفيهم تتمثل في ( القدرة والرغبة والامانة ) وهنا فقط تتضاعف القيم وتزداد ارقام الاعمال وترتفع انتاجية وكفاءة العمل والانتاج وهي ثلاثية مطلوبة لجميع مفاصل الاقتصاد السوري بجناحيه العام والخاص.
دمشق في 31/8/2022 
كتبه : د. عامر خربوطلي.
العيادة الاقتصادية السورية
فيسبوك: Syrian Economic Clinic