تحديات ممارسة مهنة المحاسبة
من قبل غير المحاسبين وإساءة العمل وسبل الحفاظ على الاحترافية
تحديات ممارسة مهنة المحاسبة من قبل غير المحاسبين
وإساءة العمل وسبل الحفاظ على الاحترافية
مقدمة:
تعد مهنة المحاسبة من أهم المهن في العالم اليوم، حيث تلعب دورًا حيويًا في توفير المعلومات المالية والإدارية التي تؤثر على عمليات اتخاذ القرار في المؤسسات المختلفة. ومع ذلك، يشهد عالم المحاسبة تحديات جديدة تتمثل في ممارسة المهنة من قبل غير المحاسبين، والتي قد تؤدي إلى إساءة العمل وتقويض سمعة المهنة.
التحديات:
1- ممارسة المهنة من قبل غير المحاسبين:
يشهد القطاع المالي تداخلًا متزايدًا بين مختلف المجالات، مما يفتح الباب أمام غير المحاسبين لممارسة المهنة دون وجود التأهيل اللازم
2- إساءة العمل وانعدام الشفافية:
تصاحب تلك الممارسات غالبًا إساءة العمل وعدم الالتزام بمعايير وقواعد المحاسبة الدولية، مما يؤدي إلى تشويه سمعة المهنة وتقويض الثقة في المعلومات المالية المقدمة.
3- المعاهد الخاصة غير الموثوقة:
تزداد انتشار المعاهد والبرامج التي تدعي تأهيل المحاسبين، لكنها قد لا توفر التدريب والمعرفة اللازمة للممارسين.
أمثلة على إساءة العمل:
- تلاعب في القوائم المالية: تعديل السجلات المحاسبية بشكل غير قانوني لتجميل أو تضخيم النتائج المالية.
- عدم الدراية الكافية علمياً ومهنياً أثناء تسجيل العمليات المحاسبية اليومية في القيود مما سينعكس بشكل سلبي على النتائج المالية للشركة.
- التهرب الضريبي: التهاون لدى البعض من غير المختصين في الموضوع الضريبي المتوجب أداؤه للدوائر المالية فيقومون بإخفاء الدخل والأرباح أو تقليل الضرائب بوسائل غير قانونية.
- عدم الالتزام بالمعايير المهنية: عدم اتباع معايير وإرشادات المحاسبة الدولية، مما يؤثر على دقة المعلومات المالية.
سبل الحفاظ على مهنة المحاسبة:
1- تشديد الرقابة والترخيص:
تعزيز الترخيص المهني وتشديد الرقابة على ممارسة المهنة من قبل غير المحاسبين وخاصة أنه ورد في المادة السابعة من المرسوم التشريعي رقم 30 لعام 2014 المتضمن إحداث نقابة المهن المالية والمحاسبية بأنه:
" يشترط فيمن يمارس المهن المالية والمحاسبية لدى الجهات العامة والخاصة والمشتركة والتعاونية ممن يحملون الإجازة في الاقتصاد أو التجارة أو ما يعادلها من جميع الاختصاصات أن يكون اسمه مسجلاً لدى النقابة "
وبالتالي يجب التشدد في تطبيق هذه المادة من حيث ممارسة المهنة
2- التوعية والتثقيف:
توعية الجمهور وأصحاب الشركات والفعاليات الاقتصادية والمؤسسات المالية والجهات التي تعنى بتوظيف الموارد البشرية بأهمية اعتماد محاسبين مؤهلين ومحترفين ومعتمدين من قبل التنظيم المهني نقابة المهن المالية والمحاسبية للوصول إلى تقديم المعلومات المالية الصحيحة والشفافة.
3- تعزيز التعليم المهني:
دعم المؤسسات التعليمية المعترف بها والتي تقدم تدريبًا وتأهيلاً معتمدًا في مجال المحاسبة ففي المراحل الدراسية هناك ثانويات تجارية مهنية وفي مرحلة المعاهد المتوسطة هناك معاهد تجارية ومصرفية و في برامج التعليم المفتوح هناك دراسة للمحاسبة والعلوم الإدارية فالدراسة متاحة لجميع من يرغب بالحصول على المعرفة من قبل البرامج الحكومية الرسمية.
4- العمل التطوعي النقابي:
تشجيع المحاسبين في نقابة المهن المالية والمحاسبية على المشاركة في أعمال تطوعية ومجتمعية تساهم في نشر الوعي بأهمية المهنة.
وفي الختام تواجه مهنة المحاسبة تحديات كبيرة تستدعي تعاون الجميع للحفاظ على مكانتها واحترافيتها. من خلال تبني الإصلاحات وتشديد الرقابة، يمكننا تجنب إساءة العمل وضمان تقديم معلومات مالية دقيقة وشفافة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وكذلك تقديم أرقام تعكس الواقع الحقيقي دائماً بما يخدم أصحاب العمل والدوائر المالية و أي جهة تستفيد من القوائم المالية.
عـمـاد يوسف
رئيس فرع ريف دمشق لنقابة المهم المالية والمحاسبية